أعوام الظلام
الجزء الأول
أعوام الظلام ملحمة إنسان قرأتها كتابا ثم اكتملت بأبعاد أعظم وأقرب لما جمعتني الظروف مع بدر المطيري من الكويت مؤلف الكتاب. وهو عن قصته التي تهز الضلوع داخل الصدور.
أروي لكم قصة واقعية.. لن ألوم أحدا منكم لو رآها من نسج الخيال، أو سيناريو لمسلسل خليجي، لولا أن قُدر لي أن تتقاطع حياتي مع خط حياة بدر الذي جرت عليه القصة التي تذهل العقل، وتفزع العاطفة.
إنها قصة، بل ملحمة عشق إسطوري، وعذاب إغريقي ذلك النوع من العذاب الذي يبدأ ولا ينتهي.
قصة الظلم الاجتماعي، قصة عوالم السجون، وأبطالها وضحاياها، قصة الهواء العطن في الزنازين، ورائحة الجلد الإنساني برٓهٓقِه وعرقة، قصة الإجرام داخل ما يسمى بإصلاحيات السجون..
قصة الظلم في أقصاه، والقهر في منتهاه.
عرفت تلك القصة المذهلة في كتاب مذهل يحمل غلافه الأسود وشاحات الأحزان، وعنوانه يفتح لك بوابة المعاناة الملحمية التي تنتظرك بين الصفحات.
صفحات تنضح هياما لمحبوبته منار التي رفعها لمراتب القديسات ومصاف الملائكة، بنت العائلة الراقية والنافذة في الكويت، وهو من عائلة من المجتمع السائد..
منار التي قال انه لا يمشي فوق خطاها حتى تبقى تلك الخطوات طاهرة بالعطر والنور.
منار التي فقدها للأبد قبل أيام من موعد زفافهما لأن خطأً فظيعًا وقع عليه.. ودمر حياته حين حكم عليه ظلما وهو بريء سبع سنوات مع النفاذ، وسنوات أخرى مع قضيته بالمحاكم، فضاعت سنوات من عمره، أدخل السجن في ريعان العشرينيات ويعيش الآن معاناته وهو يقترب لوسط الأربعينيات.. إنها أعوام الظلامٓ
حتى بعد أن خرج بدر من السجن وما جرى عليه بعد ذلك من مِحنٍ تشيبُ رأسٓ الوليد، إلى أن جلس معي في مكاني بالرياض ساعات يروي معاناته، وأنا أصغي ذاهلا.. وأحيانا مبتسما، وهو يشرح عمق تعلقه بحبيبته منار حتى أنه يضرب بصدره، وكأنه يريد إخراج قلبه لي، ليريني كيف أن لم يبق في قلبه إلا منار. المرأة الوحيدة التي عشق ولا يظن أن امرأة أخرج تستطيع اخراجها من قلبه.. لأن منار ستبقى بقلبه ما دام قلبه ينبض بالحياة، نعم كنت ابتسم لعظمة هذا العشق الذي تعدي قصص العشق التي روتها شهرزاد لشهريار في ألف ليلة وليلة..
قلت كنت أصغي مبتسما أحيانا، لكن...
أبكي في أكثر الأحيان.
ألقاكم بإذن الله في الجزء الثاني