الثلاثاء، 31 يوليو 2018
الممرضة السعودية.. مرةً أخرى
قبل سنين في هذه الصحيفة الغراء كتبت مقالا بعنوان الممرضة السعودية، لما كان وقتها يندر وجود الممرضات، لا لقلة المهتمات بل المولعات بالتمريض، ولكن للفهم الاجتماعي القوي ضد المهنة.
والآن نسمع عن نجاحات بل وتضحيات قامت بها ممرضاتٌ سعوديات حتى صار الخبرُ معتادًا.
ويقول الأخوة بالخطاب أن رفيدة الأسلمية التي اتفق أنها أول ممرضة بالإسلام واعتبرها وبلا أن يرف لي رمش بأنها أول ممرضة حقيقية بالعالم، يقولون انه بولغ بأمرها، وتحفظوا على أنها تكشف على الرجال بالسائد اليوم.
إن بناتنا الممرضات تجري بهن دماء جدتهن الكبرى الصحابية رفيدة.
وعاكست أباها في العمل العلاجي بالتربح، فكانت إذن الرائدة الأولى بالتاريخ في التمريض والتطبيب التطوعيين.
السبت، 14 يوليو 2018
انتبهوا لهذا المرض: انفصام الشخصية
يوم الخميس الماضي حدث لي أمر غريب وأنا بطريقي للقاءٍ مع أطباء وطبيبات. شخص اقتحم سيارتي وهو يصرخ: "أنقذني من أهلي، ضربوني وطردوني".
لما سألته عن اسمه أجاب بكل تلقائية بلا أي نوع من الممانعة. ثم أني شهقت لما تعرفت على اسم عائلته، فسألته ماذا يقرب لك فلان، فقال بالإنجليزية أبي.
كلمت أباه ومع أني أعرفه إلا أن الشاب الذي اقتحم سيارتي اعطاني الرقم بذات الأريحية. ولما هاتفت الأب تعرف علي وحمد الله أن ابنه معي، وطلب مني أن أبقيه معي حتي يأتي لأخذه.المهم صرنا، الشاب وأنا، نتبادل الحديث وكأننا أصدقاء وهو يصر أن يكلمني بالإنجليزية، فيبدو أن كل دراسته حتى تخرج في جامعة أمريكية هي بهذه اللغة.. أو أنها من علامات ذهانه.
وصل الأب مفجوعا لمكاننا، فجأه فتح ابنه باب السيارة وانطلق بلا تريث لأبيه.. فبكى بحرقه، وبكى أبوه معه.
وصلت متأخرا للقائي مع الطبيبات والأطباء المتدربين في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام. وأخبرتهم عن سبب التأخير ورويت قصة تأخري كما رويتها لكم هنا بدون الإشارة لأي شيء يمكن أن يُستدَل فيه على أبطال القصة. وطلبت من الأطباء الصغار أن يشخصوا لي الحالة، بعد إجابات قليلة وصلوا أن الشاب مصاب بانفصام الشخصية ( شيزفرانيا).
على أن ما حدث لي بذاك اليوم لم يكن وحيد نوعه، فقد مرت علي عشرات الحالات، وسبق أن كتبت أن مجتمعنا بدأ رويدا تزداد به حالتان: الكآبة المرضية، وانفصام الشخصية. وهما مرضان يخرجان عن اهتمام المحللين النفسيين وخبراء النفس، إلى دائرة الطب التطبيقي الإكلينيكي.
كم في البيوت من مرضى الفصام، لا أظن أننا نعلم عنهم، ويمكن أن يكون ما يصلنا منهم لأطباء السايكاتري لايعدو سوى أن يكون رأس الجبل الجليدي والذي تغطي المياه معظم كتلته الكبرى.والشائع أن الفصام مرض عقلي وطبعا لأكون أكثر دقة أن العقل لا يوجد في فراغ بدون البدن. فالأقرب أنه مرض بدني Physical Disease له أعراض عقلية ونفسية وجسدية. ولأن المرض العقلي تغلب على بقية الأعراض، عرفناه بأنه مرض عقلي.
وليس هناك سبب واحد حسب قراءاتي المحدودة يمكن أن يُعزى إليه المرض بل هي عوامل مختلفة إذا تظافرت وتفاعلت تحت ظروف معينة يمكن أن تؤدي إلى ظهوره. والنظريات وهي تتقدم كل يوم تؤكد على أهمية العوامل البيولوجية-الكيميائية وإلى دور الأمينات الحيوية Biogenic Amines والتي منها الأدرينالين والسيروتينين والنورادرينالين، وما يعتري تمثيلها في الجسم من عطل في المساهمة في إحداث الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
والذي يهمنا هو أمين حيوي واحد هو "نور ادرينالين" إذ يحدث أن يقع عطل نوعي في تمثيل إحدى مراحله في الجسم ينتج عنه عطب كيميائي وحيوي في المخ.
يعني أن هذا العطب الذي يحصل في المخ لا يظهر في أنسجته إذا تم فحصه بالمجهر.. يعني يخفى عن الملاحظة بالعين. انبه الجميع وأنا أولكم لمخاطر انتشار هذا المرض فقد يكون قابعا في أحد بيوتنا ونحن عنه لاهون.
وأظن شخصيا إنطواء خصوصا مع الأجهزة الإلكترونية والابتعاد عن الحالة الاجتماعية العادية تؤثر على المخ كما شرحنا آنفا وقد تقود بناتنا وأولادنا لخرابٍ في النسق الكيميائي الحيوي داخل المخ. انتبهوا لأبنائكم لمّا ينطوون، ويحبسون نفسهم في منازلهم وتشتد عصبيتهم، ويحلو لهم العناد والتعصب للرأي بشكل فوق العادة، وبالذات لما يعترضهم الخوف الشديد ورؤية الأوهام. فاعرضوهم فورا للأطباء النفسيين.
كما أنه تنبيهٌ للهيئات الصحية في البلاد.. وأرجو من يقرأ المقال عدم ألفزع. فالعلم ولله الحمد تقدم، وأصبحت الأجهزة الطبية في وضع تستطيع فيه علاج هذا المرض والشفاء منه.المهم أن نأخذ مرضانا للطبيب النفسي.كما نأخذ تماما مرضانا الآخرين.. لا فرق.
نجيب الزامل
يوم الخميس الماضي حدث لي أمر غريب وأنا بطريقي للقاءٍ مع أطباء وطبيبات. شخص اقتحم سيارتي وهو يصرخ: "أنقذني من أهلي، ضربوني وطردوني".
لما سألته عن اسمه أجاب بكل تلقائية بلا أي نوع من الممانعة. ثم أني شهقت لما تعرفت على اسم عائلته، فسألته ماذا يقرب لك فلان، فقال بالإنجليزية أبي.
كلمت أباه ومع أني أعرفه إلا أن الشاب الذي اقتحم سيارتي اعطاني الرقم بذات الأريحية. ولما هاتفت الأب تعرف علي وحمد الله أن ابنه معي، وطلب مني أن أبقيه معي حتي يأتي لأخذه.المهم صرنا، الشاب وأنا، نتبادل الحديث وكأننا أصدقاء وهو يصر أن يكلمني بالإنجليزية، فيبدو أن كل دراسته حتى تخرج في جامعة أمريكية هي بهذه اللغة.. أو أنها من علامات ذهانه.
وصل الأب مفجوعا لمكاننا، فجأه فتح ابنه باب السيارة وانطلق بلا تريث لأبيه.. فبكى بحرقه، وبكى أبوه معه.
وصلت متأخرا للقائي مع الطبيبات والأطباء المتدربين في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام. وأخبرتهم عن سبب التأخير ورويت قصة تأخري كما رويتها لكم هنا بدون الإشارة لأي شيء يمكن أن يُستدَل فيه على أبطال القصة. وطلبت من الأطباء الصغار أن يشخصوا لي الحالة، بعد إجابات قليلة وصلوا أن الشاب مصاب بانفصام الشخصية ( شيزفرانيا).
على أن ما حدث لي بذاك اليوم لم يكن وحيد نوعه، فقد مرت علي عشرات الحالات، وسبق أن كتبت أن مجتمعنا بدأ رويدا تزداد به حالتان: الكآبة المرضية، وانفصام الشخصية. وهما مرضان يخرجان عن اهتمام المحللين النفسيين وخبراء النفس، إلى دائرة الطب التطبيقي الإكلينيكي.
كم في البيوت من مرضى الفصام، لا أظن أننا نعلم عنهم، ويمكن أن يكون ما يصلنا منهم لأطباء السايكاتري لايعدو سوى أن يكون رأس الجبل الجليدي والذي تغطي المياه معظم كتلته الكبرى.والشائع أن الفصام مرض عقلي وطبعا لأكون أكثر دقة أن العقل لا يوجد في فراغ بدون البدن. فالأقرب أنه مرض بدني Physical Disease له أعراض عقلية ونفسية وجسدية. ولأن المرض العقلي تغلب على بقية الأعراض، عرفناه بأنه مرض عقلي.
وليس هناك سبب واحد حسب قراءاتي المحدودة يمكن أن يُعزى إليه المرض بل هي عوامل مختلفة إذا تظافرت وتفاعلت تحت ظروف معينة يمكن أن تؤدي إلى ظهوره. والنظريات وهي تتقدم كل يوم تؤكد على أهمية العوامل البيولوجية-الكيميائية وإلى دور الأمينات الحيوية Biogenic Amines والتي منها الأدرينالين والسيروتينين والنورادرينالين، وما يعتري تمثيلها في الجسم من عطل في المساهمة في إحداث الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
والذي يهمنا هو أمين حيوي واحد هو "نور ادرينالين" إذ يحدث أن يقع عطل نوعي في تمثيل إحدى مراحله في الجسم ينتج عنه عطب كيميائي وحيوي في المخ.
يعني أن هذا العطب الذي يحصل في المخ لا يظهر في أنسجته إذا تم فحصه بالمجهر.. يعني يخفى عن الملاحظة بالعين. انبه الجميع وأنا أولكم لمخاطر انتشار هذا المرض فقد يكون قابعا في أحد بيوتنا ونحن عنه لاهون.
وأظن شخصيا إنطواء خصوصا مع الأجهزة الإلكترونية والابتعاد عن الحالة الاجتماعية العادية تؤثر على المخ كما شرحنا آنفا وقد تقود بناتنا وأولادنا لخرابٍ في النسق الكيميائي الحيوي داخل المخ. انتبهوا لأبنائكم لمّا ينطوون، ويحبسون نفسهم في منازلهم وتشتد عصبيتهم، ويحلو لهم العناد والتعصب للرأي بشكل فوق العادة، وبالذات لما يعترضهم الخوف الشديد ورؤية الأوهام. فاعرضوهم فورا للأطباء النفسيين.
كما أنه تنبيهٌ للهيئات الصحية في البلاد.. وأرجو من يقرأ المقال عدم ألفزع. فالعلم ولله الحمد تقدم، وأصبحت الأجهزة الطبية في وضع تستطيع فيه علاج هذا المرض والشفاء منه.المهم أن نأخذ مرضانا للطبيب النفسي.كما نأخذ تماما مرضانا الآخرين.. لا فرق.
نجيب الزامل
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)