أنا الإنسان
في كل خلية مفردة وكل جزء من التركيب الجيني في أجسادنا تنطويملحمة أربعة ملايين سنة من تاريخ الحياة والكون .. فسبحان من خلق!
في التأمل العقلي والوجداني كونيًا خلال أربعة عشر مليار سنة خلقالله فيها الكون بقدرته وعلمه نجد أن الكونٓ ما زال في تشكل سدّميوغازي ومادي، وبهذه المادة المحيرة الشاسعة المسماة بالمادة الداكنة بما يمثل مشهدا مهيبًا؛ قماشٌ أسودٌ يحيط بكل جرمٍ وكوكبٍ ونجمٍ ومجرةوأفلاكٍ ورُجُمٍ وشهبٍ ونيازك.
نجوم ولِدت وتشكلت، ونجوم تفجرت وانتهت بالوعة هائلة للمادة والضوء بعمليات تتسعّر بها انفجاراتُ النجوم وترسل ضياءً يبقى بعد رحيل النجمة بدهور.
وتكونت أرضُنا من تلك المادة الكونية وصارت صخرة هائلة جوالة بمدارٍلا يحيد حول الشمس بينما تنبعج سطوح الأرض لتبزغ الجبال عبر رحلةالأرض التي ما زال يشوبها احمرار الصهيد، وانفلقت البحار فيمخاض الأحقاب.
وقارات طفت فوق البحار غرقت وظهرت بصخبأوقيانوسي تحت النظر الكوني، هذه المشهديات الكونية الضاجة هدأت،وارتخت الأرض لتغلف نفسها بالهواء ولتجتمع عناصر تكفل الحياة .. كل هذه عند الصانع الأعظم مر بوقت برقي الإعجاز لا تعيه عقولنا،وندركه بوجداننا وإيماننا جسورا تصل حواف كون روحي. سبحان منخلق!
فمن أنا؟
الإيمان والعلم يرفعان الحيرة الفردية البشرية عن السؤال المعلق علىمشجب الزمن: من أنا؟ أنا طينة من خلق المولى الأعظم، في تركيبيالحي يكمن القمر والشمس والماء والهواء والجبل والأقيانوس العميق، أناالإنسان من خلق مترابط من غبار النجم إلى ذرات النهر وسفّ الرمال.
رابط حيوي كوني واحد بعناصره من خالق واحد ليس له شريك. ولكن .. منذ سحق العلمُ أصغر ذرةٍ إلى أن مسح بمراصده ومجسّاته مردةٓالمجرات، من اكتشاف مادة صخور قمم الجبال الشواهد، ومخلوقاتالأعماق الفرائد، وكشف الإنسان الفخم للخريطة الجينية داخل كل نوعحي اليوم، ينفتح الستار عن أعظم قصة من كل ما عرفناه وتداولناه وتوارثناه من القصص .. إنها قصة خلقنا.
هذا أنا، الإنسان بأي لون بأي مكان بأي لسان وبأي طبقة معجزة من معجزات ربي تمشي على الأرض عدل الله بيننا جميعا وكرم جنسنا جميعا. فمن نحن حتى نحكم على بعضنا بعضا؟
الهي .. ما أروع السياحــــة فـي ملكوتك.
نجيب الزامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق