زمن المعجزات
منذ فترة كتبت عن الإيمان بالمعجزات، مؤكدا على أن زمن المعجزات باق لا يزول، وأمضي الآن زاعما بأن من لا يؤمن بالمعجزات فهو ليس واقعيا!
البشر، منذ القديم وهم يقطعون الصحاري ويشرعون في البحار، ويتبعون البوصلة والنجوم في عرض المحيطات، ويعبرون الأنهار، ويتسلقون الجبال، ومشوا على القمر، وأرسلوا المجسات إلى كواكب المجموعة الشمسية.. هذه كانت، قبل أن تصير وقائع في المخيلة، من المعجزات.
ستجد من يسخر من كلمة معجزة، ويعتبرها شيئا من الخرافة المعطلة للعقل في ظل هذا العالم الذي يحكمه العلم وتسيره وسائل التكنولوجيا.
ولكننا نؤمن بأن المعجزات ما زالت تحدث وأنها لن تقف أبدا عن الحدوث. والسر هو.. الإيمان العميق!
إن الإيمان بالمعجزة، هو دافع للعمل لتحقيق النجاح، فالإيمانُ أقوى من الأمل، لأن الأمل هو تمني الشيء بأن يحصل، بينما الإيمان هو الاعتقاد بأنه سيحصل، والفارق كما ترى فارق شاهق.
إننا، مثل أي أمة في الدنيا، لنا مشاكلنا وصعوباتنا الحياتية المختلفة اجتماعيا واقتصاديا ومعاشيا، وهذه دعوة بأن ننشد البلوغ إلى الإيمان، وذلك بالعمل الجاد والتفاؤل العميم لتحقيق معجزة أن تقوم أمتنا، أمة في صدر صف الأمم..
القوانين الحتمية التي تصنع معجزة النجاح وتخلع عنا أدران البطالة والتأخر ليست بسن القوانين الإلزامية التي تصدرها الأنظمة الرسمية لمواجهة مشكلة ما، ولكنها القوانين الحتمية التي نصلها بالعمل الجاد والنية الصادقة والجهد الذي لا ينقطع.. والإيمان بأنه لا شيء يهد من عزمنا.
أن نؤمن بأن الزمن الذي نودع فيه السلبية ونستقبل فيه الأمل المجبول بالعزم والتصميم قادم، ولن يأتي من حاله إن لم نحرك نحن مولداته. هناك كثير من العمل ينتظرنا، وكثير من الإبداع في عقولنا يريد الخروج، وفيض من الذكاء يعمر الرؤوس، ويبقى لنا أن نؤمن ونثق بأنفسنا بأننا نستطيع العمل لتحقيق ذلك، وهذا يحتاج إلى أن نزيد من مساحة التشجيع، وأن نمسح مساحات التحذير والموانع وإنذارات التأنيب والعقاب..
فإن العقل والعمل لا يعملان إلا في أفق مفتوح.
نحتاج إلى التغيير، كل لحظة أو درجة تغيير إيجابية ستوجد فارقا هائلا للأمام..
هل أتكلم عن معجزة؟ نعم، وأنا أؤمن بالمعجزات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق