السبت، 24 سبتمبر 2016

وأن دعوات أمي تفتح بوابات السماء

* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 609

*** 

حافز السبت:


معرفة البداية الناجحة لأي أمة معقودة على أولئك الخاصة من الناس الذين يرون نذر النهاية قبل غيرهم.

*** *


 الرأي:


نحن نمر بأزمة، وهذه الأزمة لابد أن نعترف بها. واخترت اليوم الوطني كي أبوح به، وأنا مطمئن لأمرين: أن رأيي قد لا يكون صائبا، والثاني أني أقوله صادقا لله ثم حبا لبلادنا وأرضنا واستشرافا لمستقبلنا الذي نأمل جميعا أن يكون زاهرا وواعدا. الأزمة التي نمر بها هي الأشخاص الذين يقودون. ولا أعني الذين يقودون بمن هم بمناصب حكومية علا أو نزل موقعهم الوظيفي، فإنما هم موظفون يطبقون سياسات استراتيجية أو تكتيكية ولا يطورن سياسات استراتيجية على الأقل في المنظور الاستراتيجي الشامل إلا بالسماح والتوجيه السابق. القيادات الحقيقية هي التي ليس بالضرورة تكون على مسرح المشاهدة، هم أولئك المقربون في الأماكن العليا، والذين لهم حظوة فيدورون في قاعات وممرات أكبر الصروح التي تُحكم من خلالها البلاد. هؤلاء معظمهم مقربون لأسباب غير وظيفية، أو أنهم مستشارون لا نعرفهم كلهم ولا يظهرون للإعلام. هم أقرب لأذن أصحاب القرار وأكثر مرونة وحرية بمساحة الحرية في التعبير والإفصاح لولاة الأمر. فالوزير يبقى موظفا له بروتوكولاته التي هي من ضمن الهيكلية الوظيفية ذاتها في أدبياتنا وإجراءاتها والتزاماتها الحاضرة وليس التغيير في التوجه العام متى كان التوجه لا ينبئ إلا عن سراب، أو أهداف تبدو كناطحات السحاب الشامخة ثم تكون صورا هولوغرامية شبحية. ومن القادة؛ الكتاب وهم قادة الرأي، ولا أعني أي كاتب بعلم سطحي يائس وبائس ليثير الناس، بل كتاب متخصصون في مجالاتهم، مع عقول راجحة، وموهبة استطرادية لفك أدوات الحاضر، لصنع التوجه المستقبلي أو إعادة توجيهه. حافز اليوم يعني أولئك المستنيرين علما وواقعية وخبرة ويرون نذر الخطر قبل غيرهم ومؤشرات الخراب وعلامات النهاية، فيبدأون بالتحذير منها مدعمين بالدلائل والتصور الواضح، والتعليلات المنطقية، والتتابع الرياضي الهندسي في إجلاء الأمور وإقناع صاحب القرار في صرحه، ومن يقع عليه المصير في بيته وشارعه. ثم يطالبون بالحلول المجردة من أي هوى ومسايرة.. لأن هؤلاء بالذات ستفترسهم كلمات التاريخ إن عرفوا..وصمتوا.


* الواقع:


لم أذهب لمصر لاجتماع الاتحاد العربي للعمل التطوعي بمقر الجامعة العربية، ورأيت أن يذهب شباب الجمعية الذين هم عقل وعضلات جمعية العمل التطوعي هذه الجمعية التي علا نجمها في السماوين العربية والأممية. وقلت الأفضل أن أتفرغ لارتباطاتي المحلية لحضور والعمل في عدة مجالس لجمعيات هامة جدا في الإنماء والتطوير والتوعية محليا، وهذا ما كان. قد لا أكون فوجئت في تكريم السادة المجتمعين من الدول العربية لي بشهادة استلمها عني أحد أبناءنا بالجمعية وهو خالد الزهراني، إنما كانت هناك مفاجئتان صغيرة وكبيرة. المفاجأة الصغيرة اتفاق المجتمعين على اختياري رئيسا شرفيا للعمل التطوعي بالإجماع في العالم العربي، ولم يكن هذا يدور بحسباني. أما المفاجأة الكبرى فهي تسونامي التهاني. كأن الأرض صارت تنبع بالتهاني من كل مكان، وردتني المكالمات من عدة دول عربية وإسلامية من ناس عاديين ومن مسئولين أو معروفين، وازدحمت حساباتي في الميديا الاجتماعية بكل صور وأنواع التهاني بل أخذ الفتيات والفتيات يتبارون في وضع تصاميم التهنئة الخلابة.. وكان أمرا لا أجرؤ حتى على أن أحلم به. إني عاجز عن الشكر عن قيادات الاتحاد العربي للعمل التطوعي وجميع أعضائه.. فقد حملوني هدية تفوق أن تحملها كتفاي الضعيفتان.

*** *

 والمهم:

من مكافأة الناس لي عرفت أن الله هو العادل وحده، فلست صاحب شأن، ولا صاحب وظيفة رسمية، ولا استطيع نفع نفسي قبل أن أنفع أن الناس، لكني آمنت يا ربي بيقينين: أن أصدق وعدك أن أعمل وأترك الباقي عليك وليس على غيرك.. وأن دعوات أمي تفتح بوابات السماء.


نجيب عبدالرحمن الزامل


‏24‏/09‏/2016م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق