الأربعاء، 31 مايو 2017

نجيبيات رمضانية-6


نجيبيات رمضانية-6



لا بأس أن تخطيء في عملك، أو في أي مجالٍ من مجالات الحياة. فالخطأ وارد، خصوصا من العاملين. 


فكلنا نعرف أن أديسون قال وصلت للحل عبر أكثر من ألف خطأ. ليس العيب أن تخطيء نتيجة عملٍ واجتهاد، العيب ألا تعمل مطلقا وهذا هو الخطأ الذي يؤدي فقط لأخطاءٍ أكبر.



رجال الأعمال الناجحون يفضلون الشخص الذي يخطيء لأنه قام بعمل جديد، بمبادأة، بابتكار، لأنهم يعرفون أن هذا النوع من العاملين سيصلون بالنهاية لعمل يرفع أداء وأرباح الشركة. وطيعا لن يقبل أحدا منهم من لا يعمل، أولا يجرؤ على المبادرة.


المشكلة أحيانا عند بعض رجال الأعمال طلب الخبرة من الشباب. المشكلة بالخبرة أنها تكون إعادة للماضي، فيكون المشهدُ كما وصف أينشتاين حين قال أنه يعجب من شخص يكرر ذات العمل عشرات المرات ثم ينتظر نتيجة أفضل. لا يمكن!


والنتيجة التي أحب أن أصل إليها هو أن العمل والجد والاجتهاد بحد ذاته نجاح، وعلينا أن نكون أكثر إيمانا بأن المثابرة بالعمل ستأتي أُكلها بنهاية المطاف..



ألم يقل الله جلّ وعلا:"وقُلِ اعملُوا فسيرى اللهُ عملَكُم ورسولُهُ والمؤمنون"


طاب صيامكم


نجيب عبدالرحمن الزامل

الثلاثاء، 30 مايو 2017

نجيبيات رمضانية-5


نجيبيات رمضانية-5


لما دعاني الأستاذ عيادة العنزي لأكون ضيف حفل تخريج دفعة الثانوية بمدراس رواد الخليج، ولما بدأ الحفل اعتلى شاب صغير اسمه علي في الثاني ثانوي المنبرَ وبدأ يقدم الحفل بإنجليزية صافية بلا خلل ولا لكنة، وأعجبت بقدرته الفصيحة بالإنجليزية، فانعطفت للدكتور خالد السحيم نائب رئيس شركة الخليج للتدريب وسألته إن كان الصغير "علي" تلقى تعليما سابقا في الولايات المتحدة، وأكد أن كل دراسته في مدارس رواد الحليج.. فمغصني بطني!


حضرت حفلات مدارس عدة مثيلة هنا وبالرياض وبجدة، وبمعظمها تبرز اللغة الإنجليزية بثبات، ويحسن الطلاب التعبيرعن أنفسهم بلغة إنجليزية نطقا وكتابة بلغةٍ سليمةٍ وواضحة، بينما يُتأتون ويتعثرون بالنطق والكتابة باللغة العربية.


ثم.. وبسرعة زال ذاك المغص، حين اعتلى الشاب الصغير " حسين" ثاني ثانوي، وارتجل بلغةٍ عربيةٍ أذهلتني، بالنطق الصحيح للحروف، وبلا أي لحن، وبإجادة تامة لقواعد اللغة تعزّ على أحسن المتحدثين.



لذا فخرت بهذه المدرسة، وفخرت باعتزاز الأستاذ عياة العنزي بلغته العربية. 


ولما سألت الطلابَ المتخرجين وهم برازنتهم يبدون أكبر من سنهم:"هل تعبرون عن أنفسكم أكثر بالعربية أم بالإنجليزية؟"، فاجابوا جميعا: "طبعا باللغة العربية"!


طاب صيامكم

الاثنين، 29 مايو 2017

نجيبيات رمضانية -4


 نجيبيات رمضانية ٤

أنجح الناس، وأكثرهم مهارة في إدارة مقتضيات حياتهم، هم الذين يعرفون أن يتعاملوا ويتقبلوا الانتقاد.


تقبل النقد فن من فنون الحياة، ومن لايفهم في هذا الفن ولا يتقنه يتعثر في مسالك الحياة، فيضيعه إما الغضب وشدة العتب، أو التحسس الشديد الدي يفضي القلق ثم الكآبة.


ومن أهم فنون التعامل مع النقد الاحتفاظ بالصديق الناقد عن حق، أو ما يراه حقًّا، لأجلك.


الصديق الناقد الحقيقي هو الذي يطعنك من الأمام، ولم أجد قولا أجمل من هذا في حكمة التواصل والتعامل في العلاقات ولا كيفية التعبير الدقيق عنها. 



فعلا صديقك الحقيقي هو من يؤلمك مصداقًا للحكمة العربية التي تقول:"الصديق من أصدقك لا من صدقك". 


هناك أصدقاء البعض يعاف أن يراهم لأنهم يعلمون أنهم سيطعنونهم من الأمام وذلك بإظهار عيوبهم أمامهم ، وهذه الطعنة مؤلمة وموجعة، فيتحاشونهم، ويهشّون لمن يزيف عليهم مجاملة ونفاقا.


 ولم يعلموا أن صديقهم الذي طعنهمً من الأمام إنما ليخرج رصاصة سامة من عيوبهم توغلت وكادت تصل أحشاء القلب، وأراد إخراجها بسكينه الحادة وإنقاذ حياتهم.. أو إنقاذ سلوكهم.



طاب صيامكم


نجيبيات رمضانية-3



نجيبيات رمضانية-3


ابدأ رحلتك مع الحقيقة. 

الحقيقة يجب أن توقن إيقانا تاما أنها منجاة. 


ابحث عن الحقيقة التي في داخلك ويمنعها الخوفُ والرياءُ الاجتماعي فستجدها مشتاقة للظهور، بشوق للإنبعاث من داخلك الضيق إلى الكون الأوسع. 


ولا تقلق من الحقيقة فهي تعرف كيف تعبّرعن نفسها وتنطق بقوالب الكلمات، وتعرف كيف تدق أبوابَ قلوب الناس قبل أن تفتح أبواب عقولهم.


الحياة مع الحقيقة حياةٌ حرةٌ طليقة وكريمة، والحياة مع الكذب والرياء والنفاق حياة ضيقة، خالية من الكرامة وتطفح بالجبن. 


ولا تحسبنَّ أن الحقيقة يتيمة ومقطوعة ووحيدة، فهذا ما يُفهمك إياه الغارقون بحمأة الجبن والكذب، فالحقيقة تحيط بك بكل مكان. 


أنت حقيقة، مظاهر الطبيعة حقيقة، قوانين المادة حقيقة.. وكل ما خلق الله حقيقة.


ربي رقّني وهذّب طبعي، واحشرني مع الصادقين.

السبت، 27 مايو 2017

نجيبيات رمضانية -2

نجيبيات رمضانية- 2

عطفًا على حديث الأمس عن المتطوعين، وأن الناس - في أغلبهم- يستعدون لرمضان بألوان الموائد، وبقلة العمل، وبالنوم، وبالسهر، وبقضاء ساعات أمام الشيخ قليل الفضل، التلفاز. 

ما أنهيت كتابة واجب الأمس إلا ويحدثني أخي الفاضل عبدالحكيم السعدي متحمسا يريد كما قال أن يُفرح الشبابَ الذي يعملون بجهدٍ مُضنٍ، ولكن وهم بغاية السعادة، لتوزيع سلال الغذاء. 

لم يعلم عبدالحكيم- أو أنه يعلم- أنه منّ علي بالفضل بأن يدعوني كما قال لتحفيز الشباب وإسعادهم..

يا حبيبي عبدالحكيم، ما هذا القول العجيب؟ أنا أفرح الشباب؟! هم في غمرة أعمالهم مستغرقون بأمرين لآخر قطرة من كأسَيْ التحفزِ والسعادة.

النتيجة أني تلقيت أكبر شحنة من السعادة، منغمسا بالطاقة الصافية التي تدور في الجو، جو العمل، والنشاط، والمحبة، والانقطاع لعمل الخير التطوعي الخالص.

أشكرك عبدالحكيم.. وصفتك كانت ناجعة، فقد شفيتَ قلبي من كل قلقٍ وكدر.

طاب صيامكم..

نجيب الزامل

 

نجيبيات رمضانية -1



نجيبيات رمضانية- 1

استهل هذه الرمضانيات مهنئًا لكم بهذا الشهر الفضيل أعاده الله على الأمة الإسلامية وهي وشعوبها بحال أفضل.


في رمضان ظاهرة عمّت حتى بغتْ، وهي ظاهرة التكاسل والسهر، والتضَوِّي والتذمر والشكوى أثناء العمل. وصدّق تلك الظاهرة الجميع، الرسميون قبل الناس، فقصروا في أوقات العمل والإنتاج، وحمَّلوا تبريره على رمضان، ورمضانُ منه بريء.

قلت أن الجميعَ صدق ذلك، وأنا أرفع عذري لله تعالى فقد أخطأتُ بالتعميم. نعم، معظمنا صدّق ذلك، إلا المتطوعون. 


فالمتطوع يعمل قبل أي عضلة قبل أي دفقة أكسجين في خلاياه، بقلبه وبروحه.. والقلبُ والروح هما طاقتا البدن وهما محفزتا الجهدَ العضلي. 

لذا تجد المتطوعين يعملون على مدرا العام.. وعندما يأتي رمضان، على عكس تيار العادة للعموم.. يعملون أكثر.


طاب صيامكم.


الخميس، 25 مايو 2017

يومان.. ليسا كأي يومين


يومان.. ليسا كأي يومين

يوم الأحد الماضي والاثنين بالذات حفٓلٓا بأكبر حدث تارخي- بما أظن منذ إنسان الكهف- أن تعقد دولتان- أو طرفان- هذا الحجم التايتاني - لا أجد وصفا لضخامة هذه الاتفاقيات غير هذا الوصف الإغريقي- من التبادلات الموثقة بتوقيعي زعيمي دولتين معتبرتين. وتشمل معظم القطاعات الحيوية عسكريا واقتصاديا وتوطينا للتقنية. 



الاتفاقيات،مهما كانت، هي عبارة عن النوايا المؤكدة لطرفي الاتفاقية لعمل مستقبلي آتٍ. وكلنا نأمل أن تأخذ هذه الاتفاقيات المسار السالك لتنفيذ بنودها على الأرض ويصب مباشرة وأولا في رفع البلاد ومواطنيها صناعيا وتقتيا وفي مرافق الحياة الحيوية.


على أن المستقبل له أيضا مفاجآته وتقلباته بل هو من طبائع الأمور التي في ضمير الغيب أن تخبيء أسرارها، ولا تنكشف لنا في الزمن الحاضر. 


لذا يجب أن نحرص جميعا ليس فقط دولة بل حتى أفرادا، أن نساهم في تحفيق رؤى هذه الاتفاقيات ليس لأننا بذلنا بها مئات المليارات فقط، بل كي نعمل ونحرص ونتأكد بأن تلك المبالغ الهائلة ستعود إلينا بأرباح أضخم ماديا وعينيا ومدنية.. وحتى نفسيا.



ولما كنت في مؤتمر مكافحة الإرهاب والتعصب، وكان مؤتمرا مهما وعالميا أتى بوقته، رأيت عن قرب عن الوجه الآخر للتوجه في الرؤية الحاضرة والمستقبلية للتصدي لكل أشكال الإرهاب والتعصب في تعاون دولي حقيقي وجاد.. لأن الإرهاب كسيف أقليدس، معلق على أعناق كل دول العالم..


وآخر دليل للأسف: انفجار ما نشستر!

نجيب عبدالرحمن الزامل


أخطاء بلا آباء

 

أخطاء بلا آباء

من عادتنا، أو عادة بعضنا، التفنن في إيجاد المبررات لأخطائنا بدل لوم أنفسنا مباشرة. فيقوم أولئك البعض بسرعة وتلقائية برقية إلى التبرير والتعليق على الشماعات المختلفة على أي شخص أو أشخاص أو جهات أخرى. 


وهذا أحد أسباب إخفاق المجتمعات، إبتداءً من البيت الذي قد يصل للفراق بين عماديه، الأم والأب، بالتخلص من أخطاء أحدهما ورميها على الآخر؛ إما بأنه مرتكب الخطأ، أو مسبب الخطأ.. ويتعدى ذلك إلى كل مسؤول في دائرة مسؤوليته بالتدرج الهرمي، عندما لا يملكون الجرأة الأدبية والوطنية والإنسانية بالاعتراف بالخطأ.. 


وبالقياس أرى أنه كلما كان أفراد الأمة في مختلف مقاماتهم وطبقاتهم لديهم القدرة والشجاعة للاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤوليته كانت الأمة أكثر تقدما.. والعكس صحيح تماما. 


تجد اليابان متقدمة لأن المسؤول الأول حتى ولو كان قد عمل كل ما يجب عمله، وحدث أمر كارثي، يكون هو أول من يخرج ويعلن مسؤوليته وربما أخذته فورة مشاعر المسؤولية فيطعن نفسه بسكين في بطنه.. وهذا ما لا نريده طبعا لبطون بعض مسؤولينا!


 أظهرت دراسات وبحوث سيكولوجية أن الذين يخافون من الفشل، من شدة خوفهم، يضعون أهدافا وهمية، أو غير مقاسة، أو غير ملموسة حتى يتجنبوا اللوم وإشارة الأصابع باتهامهم بأنهم مخطئون. والمشكلة الرئيسة في هذا الطيف من الناس أنهم لا يعلمون أنهم اختاروا طريق الخطأ.. من البداية. 



أول العلاج والحل يبقى دوما وأبدا هذا الأمر الصعب والسهل.. الاعترافُ بالخطأ.

نجيب عبدالرحمن الزامل


السبت، 20 مايو 2017

رسالة لابنتي- الرسالة الرابعة والسبعون



رسالة لابنتي- الرسالة الرابعة والسبعون


      (١)

حبيبتي، ومليكة قلبي، 

أحدثك عن أمك التي تحدت الظلامٓ ، استبشارًا لمظان الأمل خلف سجف ليالي المرض.  


في يوم الاثنين فبراير ٢٠١٦، كنا، أمك وأنا، بانتظار نتيجة النتوء في صدرها، وكنا على وسادة من الاطمئنان بأن الخزعة التي أخذت من ذلك النتوء ستكون نتائجها حميدة.


على أن النتيجة كانت أسوأ كوابيسي، وأفظع مخاوفي، حين أخبرتنا الطبيبة أن النتيجة موجبة.


 ذهلت وكأن كلام الطبيب مطارق ثقيلة تنهار فوق رأسي، وأنت تعلمين حبيبتي أن صحة أمك في الأصل لم تكن كما يرام.. فبكيت .


نظرت لي أمك الحبيبة وقالت لي: "ألست أنت من تقول في كتاباتك، وفي لقاءاتك الإعلامية بأن والدتك تسميه مرض الرحمة، لأن كل ما يأتي من الله رحمة؟"

-"بلى قلت ذلك" أجبتها.


فردت: "وهل تحزن أن اللهٓ أراد لي الرحمة". 


عرفت بعد هذه الجملة أن أمك هي التي ستقوّينا كلنا وهي تبحر في أمواج الأدوية والعلاجات الكيماوية والإشعاعية.

.. وأشرقت أمك يا ابنتي رغم كل التعب والمرض، وكأنها في رحلةٍ علويةٍ إلى السكينة النفسية، وروحها تتسامي مع أنوار الشمس.


 بفضل الله ثم بفضلها، وكأننا جميعًا أراد الله لنا الرحمة.

شفاها الله..

ولا تنسي أني أحبك..

بابا 💌


الثلاثاء، 16 مايو 2017

الزيّانيّان

الزيّانيّان

عائلة الزياني عائلة عريقة تنغرس جذورها بالبحرين، وتمتد غصونها عبر الخليج. 


وللعائلة ادوار تاريخية في اليحرين تجاريًا وثقافيًا، ونبٓه من أفرادها الكثيرون، فتسيدوا المشهد التجاري والحكومي والفكري..


عبداللطيف بن راشد الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، رجل بشوش لا تغيب ابتسامته ويقود منذ سنين المجلس في أشد الأجواء عصفًا سياسيا واقتصاديا في الخليج والعالم العربي والعالم.


والمرور في حقل الشوك هذا، وفوق ذلك على حبل يهتز ويتطوّح يميناً وشمالا ومفاجئًا من أصعب الأمور للدبلوماسي كب لا يميل وينحرف فتجره السياسة الصرفة، وتنتزعه ظروف الاقتصاد. 


على الدبلوماسي حتى لو وقع على حقل الشرك أن يخرج منه بلا جروح، وهذا ما يفعله بحنكة الزياني، لما قابلته بمنتدى العمل التطوعي الخليحي المشترك بالكويت  وجدت ذات الرجل الدبلوماسي المحنك الجميل العبارة، وبذات الابتسامة المرحبّٓة.. وكأن لا شوك ولا أنواء ببحر الخليج.


الدكتور عادل الزياني والذي يقود الجناح الإنساني والتطوعي بالمجلس متعلم ومثقف ومتواضع بشكل مدهش، إلا أن أكبر صفاته هي القيادة الكرزمائية. والقيادة الجمالية لا تؤخذ من المدارس ولا تصنعها الشهادات إنما هي إلهامات وهبات علوية يهبها الله لمن يشاء. 


والذي يقلقني في القادة الكرزمائيين انه يعزّ أن تجد لهم بديلا، إنهم كالجوهر النادر.


لو صحّ لي، حتى يكتمل مشروع مظلة العمل الخليجي التطوعي العام، لألزقتُ الدكتور عادل الزياني بمنصبه بصمغ سوپر جلو!

نجيب الزامل


الأحد، 14 مايو 2017

إنها قلوبٌ كسيرة




         إنها قلوبٌ كسيرة 

نعيش في عالم فيه قلوبٌ كسيرة، والسبب وعود مكسورة.. العالم يطفح بكثرة الوعود، ولكنه أيضاً يفيض بنقض أكثر تلك العهود. 


عهودٌ تبدأ من أبسط الأشياء: 

تعِدُ صديقاً أن تهاتفه في الغد، ثم لا تفعل، 

شنسيت رغم حرصك، أم تعمدت المجاملة، أم أهملته، هم سواء بالنسبة إليه. 

إن انتظر المكالمة منك ولم تأتِ فسينكسر قلبُه، سيشعر أنك لا تعتبره شيئا في حياتك، لأنك لا تنسى الأشياء المهمة التي تخصك. 

وسيشعر بالإهانة والتقليل وهما جرحان مؤلمان يغوران في جسد الكرامة الفردية.. 


فكيف عندما ننقض عهودَ الحبّ والزواج، والشراكة الحياتية، والشراكة العلمية، والشراكة التجارية.. 

إن قلوباً ستنكسر، ومصائر ستتغير، وأنفساً ستتوه وتضيع. 


نضع الوعودَ في العقود للعاملين والعاملات ثم ننقضها ونتحايل على نصوصها، فتنكسر القلوبُ والمبادئ والشرف والنظام والقانون، واحترام الإنسان للإنسان. 

وموظفون كبار يقومون على خدمة الملايين ويعدونهم بجنة عدْن حيث المنِّ والسلوى، وإذْ أبعد ما ينالونه هي الجِنات.. 


بل تتعقد حياتهم الأرضية أكثر، فتنكسر القلوبُ، وتضيق وسائلُ الحياة، ويشتعل الغضبُ والاحتجاج، وتضعف عُرى الأمة.. 


كلها وعود مكسورة. أقرأ التاريخ.. لم يمرض البشرُ عقليا، ولم تتدهور مجتمعاتٌ، ولم تتهاو أركانُ أممٍ إلا بسبب وعودٍ مكسورة. 


الحلّ: أن نجبر تلك الكسور! 


السبت، 13 مايو 2017

رسالة لابنتي- الرسالة الثالثة والسبعون

رسالة لابنتي- الرسالة الثالثة والسبعون

حبييتي :

لا يعرف الشوقٓ إلا من يكابده

لم يعرف قلبي شوقًا يجعله لا ينبض إلا ودفقة دم واسمك متحدان متجاوران لا ينفصلان.. 


صحيح أن الشاعر قال عن معاناته بالشوق لحبيبةٍ اكتوى بنار عشقها، ولكن أين ذلك من شوق أبٍ لابنته التي ملأت عليه الدنيا، ثم أفرغت المحيطات والقارات هذا الامتلاء بوحشة الافتقاد.


حبيبتي:

سلامٌ من خزائن لطف ربي

علىٰ من عندها روحي وقلبي

إن الأبٓ المشتاق يابنتي، سهران لا تهجع مقلته، حائر في نهاره، وتائه في مساره..

أنتِ شمسٌ رحلت من أفق أبيك وأشرقت على محظوظين في قارة أخرى.. وقريبًا بإذن الله تعودين لسكنك وملاذك.. قلبُ أبيك.


إن قلتُ شمسًا كان حسنك لم يغب عني، وعندي بالشموسِ أوافلُ

كملت محاسنك التي في وصفها عجز البليغُ وحار فيها القائلُ

كله بعين حبيبك، أبيك.

ولا تنسي أني أحبك


بابا


الخميس، 11 مايو 2017

لأننا بشر-٢


لأننا بشر-٢

الحالمون هم الذين يغيرون العالم.


إن الحالمين يغيرون العالم لأنهم يغيرون الواقع المعاش. فحيث يقبل كثيرون ما تعودوا عليه في واقعهم، يكون الحالمون يأملون لواقع أفضل، ثم يعملون لأجله، فالحالمون لا يرضيهم واقع ما، فيعملون على خلق وقائع جديدة تكون فيها الحياة أفضل وأسهل وأيسر.


فالأنبياء هم حالمون بواقع أفضل وكذلك المصلحون والمخترعون والمكتشفون والمفكرون، من أجل المصلحة الإنسانية الأعم.


على أن الحالم سيبقى مجرد حالم مهما عظُم خياله، وتعبقرت أفكاره، إن لم يقدم على تنفيذها، وهذا التنفيذ يحتاج شجاعة. إن كامل الحضارة الإنسانية انتقلت من واقعها الأول إلى واقع متقدم بفضل امرأةٍ أو رجلٍ جرءا على المضي في تنفيذ أحلامهما، مهما تكالبت الاعتراضات وتعالى الرفض.


وأود التذكير أن التغيير ليس ضروريا أن يكون مذهلا، أو دراماتيكبًا، أو بخطوة كبرى عملاقة إلى لكواكب، وليس بالضرورة أيضا أن جللًا او مهيبًا. إن مجرد تغيير مهما صغر للافضل سيؤثر على من قام بالتغيير أولًا، ثم بأهله، ثم بأصحابه ثم يسري من مجتمعه الصغير إلى المجتمع العالمي. 


لم لا؟

أليست قوانين الطبيعة زرعها الله في ضمير الكون؟ أليس من ضمن قانون ديناميكا الهواء الرياضية بأن جناحٓي فراشة يهفان في الأمازون يمكن أن تسبِّبا إعصارًا في الكاريبي؟!


كل شيء يبدأ صغيرًا .. أو من الأفضل أن يبدأ صغيرًا.

فلا تخجل، ولا توارِ أفكارك.. مهما صغُرٓت!

نجيب عبدالرحمن الزامل 


الاثنين، 1 مايو 2017

لأننا بشر-1


لأننا بشر-1


لا ينبغي على أي أحدٍ منا أن يعيش محبطا وقلقًا، فهذا حق أنفسنا علينا.. مهما كانت الدواعي والظروف

حاذر أن تسلم نفسك لمزلق وكمين عقدة الضحية، وترتكن لها فتزيد صعوباتك ثقلا وتعقيدا، وتمنع عقلك أن يفكر بصفاء للعثور على المخارج وإيجاد الحلول.


بل أن هناك أمرا في مسألة عقدة الضحية والتشكي فيها وحولها، أنك ستفقد كرامتك كفرد، وتظهر بنفس مهترئة ووضيعة أمام الآخرين.. وهذا، متى وعيته، فلا يمكن أن تقبله على نفسك.. أبدا.


أزور مرضى بنوعين. مريضٌ يشكو ويسأل دومًا: "لماذا أنا من أصبت بهذا المرض؟ ما هذا الحظ العاثر؟" 


حتى أن زواره مهما طمأنوه إلا أن رتمَ الغضب والتذمر لديه يزادد ويتضاعف. 

وهذا النوع من المرضى للأسف تنقصف أعمارهم سريعا، نتيجة للإحباط والسوداوية ما يؤثر مباشرة على الجهاز المناعي فتنهار مقاومته للمرض.


وأزور مرضى لا تغيب الابتسامة عن ومحياهم، ويغلب على سلوكهم المثابرة والمجالدة، وتزداد لمحاتُ المرح والرضا في محاوراتهم مع زوارهم. غالبًا ما تزداد مناعة هذا النوع من المرضى، وبعضهم بتقارير مدعمة من مستشفيات معتبرة عبر العالم. وبعضهم لما يأتي وقت الحق يسلمون الروح برضى وسكينة وسلام.


بدءًا من الآن، من هذا اليوم، ازرع الثقة بالأمل والتفاؤل في نفسك وخاطب ربَّك راضيًا مقتنعًا، بما أن اللهَ كله خير، فهو لن يقدر لك من وراء ظرفك الحالي إلا خيرًا، وسلم أمرك لخالقك.. ثم اعمل من أجل أن تُنْهِض نفسك من ظرفك الصعب أيّا كان، وأنت بكامل اطمئناك، وبكامل قوتك. وهنا تكون قد أوفيتَ نفسَك حقها.


نجيب عبدالرحمن الزامل

‏01‏/05‏/2017م  

​​​​