رسالة لابنتي- الرسالة الرابعة والسبعون
رسالة لابنتي- الرسالة الرابعة والسبعون
(١)
حبيبتي، ومليكة قلبي،
أحدثك عن أمك التي تحدت الظلامٓ ، استبشارًا لمظان الأمل خلف سجف ليالي المرض.
في يوم الاثنين فبراير ٢٠١٦، كنا، أمك وأنا، بانتظار نتيجة النتوء في صدرها، وكنا على وسادة من الاطمئنان بأن الخزعة التي أخذت من ذلك النتوء ستكون نتائجها حميدة.
على أن النتيجة كانت أسوأ كوابيسي، وأفظع مخاوفي، حين أخبرتنا الطبيبة أن النتيجة موجبة.
ذهلت وكأن كلام الطبيب مطارق ثقيلة تنهار فوق رأسي، وأنت تعلمين حبيبتي أن صحة أمك في الأصل لم تكن كما يرام.. فبكيت .
نظرت لي أمك الحبيبة وقالت لي: "ألست أنت من تقول في كتاباتك، وفي لقاءاتك الإعلامية بأن والدتك تسميه مرض الرحمة، لأن كل ما يأتي من الله رحمة؟"
-"بلى قلت ذلك" أجبتها.
فردت: "وهل تحزن أن اللهٓ أراد لي الرحمة".
عرفت بعد هذه الجملة أن أمك هي التي ستقوّينا كلنا وهي تبحر في أمواج الأدوية والعلاجات الكيماوية والإشعاعية.
.. وأشرقت أمك يا ابنتي رغم كل التعب والمرض، وكأنها في رحلةٍ علويةٍ إلى السكينة النفسية، وروحها تتسامي مع أنوار الشمس.
بفضل الله ثم بفضلها، وكأننا جميعًا أراد الله لنا الرحمة.
شفاها الله..
ولا تنسي أني أحبك..
بابا 💌
أسأل الله ان يشفي زوجتك و يعافيها و جميع مرضى المسلمين. رساله جميله تحمل معاني مشرقه. حفظك الله لابنتك و لكل من احبك و حبيته.
ردحذف