*رسالة لابنتي (٤٧)
يا مليكة القلب، حبببتي ابنتي،
أخبرتيني عن فريق البحث الذي طلبته منكم معلمتكم، وفخرت طبعا كأب أنك كما قلتِ لي ترأست الفريق.. ولكن يا ابنتي لي عليك عتب الأب الحدوب:
لم يفرحني كلمة "ترأست" منكِ مع علمي بلطفك وتواضعك، ولكني أود أن تحترمي معنى كل كلمة تخرج من لسانك حبيبتي، انتبهي أن كل كلمةٍ تُصنع بعقلك فلا تتسرعي بلفظها بفمك قبل أن تتأملي بمعناها وبعدها وأثرها.
ينصح يا ابنتي أطباء الهضم أن تُمضغ كل لقمة جيداً عدة مرات قبل ان تأخذ طريقها عبر الفم للمريء حتى يكون الاستفادة من عناصرها كاملا.
كلمة "ترأست" تحمل إعلاءً فرديا على بقية الفريق، وخلع صفة المتبوع وتابعيه، وتفرقةً من دونهم.. كان البدوي حبيبتي يدخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مع صحابته رضي الله عنهم ويسأل: "أيكم محمد؟". أرأيت يا حبيبة القلب أنه لرسل لم يكن ليُيميّٓز من بين صحبه وهو أعظم قادة التاريخ.
إنها ليست رئاسة يا ابنتي هي قيادة. الرئيس يدخل أول فريقه متباهيًا، والقائد آخر فريقه يدفعهم للصف الأمامي، القائد نزيهٌ خالٍ من الزهو والأنانية يحب فريقه ويقدمهم على نفسه ويدافع عنهم، ويدافع حتى عن زللهم وأخطائهم أمام الآخرين.. كما ستفعلين لهم أمام معلمتك عند تقديم البحث لها. هذه أنتِ كما أحب أن تكوني.
ولا تنسي أني أحبك💌
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق