الجمعة، 25 نوفمبر 2016

فرسان بني غزلان




* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 617

***


* حافز السبت:

مناجاة الله بكل قوة وجودك، ورسوخ إيمانك، ونوازع روحك، ستقودك بأحلك ظروف حياتك لمنجى الهواء والأضواء والأمان،. وفي ابهى ظروف حياتك، ستقودك مناجاة مولاك لديمومة النعم التي حباك. كل روافد جسر عبورك بالحياة هو التضرع للإله في عُلاه.

***


* الرأي:

التضحيات والعمل المجتهد المجبول بالعرق وبذل الوقت، وصرف الاهتمام لما يفيد الوطن يستحق منا كل الإعجاب، كل الثناء، كل الامتنان، وأرقى صور الاعتراف. وكلما انتشر نور الإبداع تضاءل ظلال الظلام، وكلما شاع بين أبناء الأمة الجدية بالعمل والمقاصد تحسنت الأعمال بشكل يبهرحتى أصحابها. ولا نملك بأصل أخلاقنا إلا أن نكافيء المبدعين المجتهدين الذين غيروا حياتنا للأفضل، وزرعوا الثقة بقلوبنا التي تضربها نوازل الشكوك والقصص المختلقة، والتخاذل، والتذمر، والنقد السلبي، وتعنيف الذات، لنشعر حقيقة وواقعا أننا بخير، أن هذه الأمة بخير. أقل ما نقدمه لهم هو تماما ما لم يعملوا من أجله. فالمبدعون العاملون الجادون المخلصون لا يريدون شكرا ولا جزاء، زلا إعلاما وظهورا، وبعضهم يتفادون الإعلام وتسليط الأضواء كمن تطاردهم الأشباح. على أن الناس بأصل طبعهم لهم الحق أن يكافؤوهم ويثنوا عليهم، ويشكروا لهم أعمالهم.. ونشر الأعمال الإبداعية، وهي أقوى تأثيرا من كل قصائد الحب لوطن، اراها واجبة القبول من المبدعين، كما هي واجبة العمل من قبل الشاكرين لأمرين هامين: أولهما إشاعة الراحة بين الناس بالظروف الصعبة أن العقول العبقرية تعوض الحال لحال أفضل وأكثر استمرارية وبقاء. وثانيهما لتكون منجزاتهم قدوة واعتبارا لباقي أفراد الأمة.

***


* الواقع:

كنا، اخوتي هشام وجمال ومحمد وأنا، نفكر منذ مدة بتحريك منتدى أمطار الذي كان من سنوات يملأ سماء الرياض بالاحتفاء والوفاء بالشخصيات التي قدمت انجازا للبلاد. ثم لظروف لوجستية تباطأ عمل منتدى أمطار. ولما زرت "محطة غزلان الكهربائية"، إحدى محطات الطاقة الكبرى بالمنطقة الشرقية التابعة لشركة الكهرباء السعودية، شيء في داخلي، وفي عقلي، وفي ضميري، وفي وجداني.. تغير. خرجت من زيارة لمحطة غزلان التي دعاني لها عاملوها الممتازون إنسانا جديدا تحرر من أثقاله حتى ظننت اسحق نيوتن أخطأ بوجود الجاذبية، فقد كنت أطفو.. أطير، من فرط السعادة والحبور بما رأيته من منجزات صناعية وفنية وتقنية قام بها فريق المحطة. لا، ليس عملهم العادي، ولا واجباتهم العادية، ولا أوقاتهم العادية. هم قرروا أن يشحذوا عقولهم وطاقاتهم وفورة شبابهم بتأسيس ورشة أنموذجية من اجتهادهم، وأحيانا من خارج وقتهم ليصنعوا قطع غيار لأفران المحطة التي تستورد من الخارج بغالي الأثمان بنفس الجودة العالية القياسية الهندسية.. ووفروا على شركتهم عشرات الملايين من الريالات لم يطأ عليهم أن يطلبوا منها ريالا واحدا.. ولا أظنه سيطرأ. لأن ما يسعدهم أن يرون إنجازات عقولهم وأياديهم، واثبات أن لا مستحيل تحت الشمس، وأن العقل الوطني العلمي وطاقة العمل لساعات الطوال تساوي المعدل العالمي إن لم تتفوق عليه.. وهذا حدث!

وهنا ألهمنا هؤلاء الشياب الأستثنائيون بتاسيس "جائزة أمطار للإبداع" تقدم للمبتكرين المبدعين وتنتقل لهم لأماكنهم وبين أهاليهم. وبالطبع ذهبت لهم جائزة النسخة الأولى بحفل جميل حضره المسؤول الأول بقطاع التوليد بكهرباء السعودية خالد الطعيمي ، ومسؤول العلاقات الأول حمود الغبيني، ورئيس المحطة عبدالله آل جبران وفريقه العبقري.

***


* والمهم:

بكل فخر أسميت فريق مهندسي وفنيي محطة غزلان لشهامتهم، وحبهم لوطنهم ولشركتهم.. "فرسان بني غزلان".


نجيب عبدالرحمن الزامل


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق