نجيبيات رمضانية-٢٥
نجيبيات رمضانية-٢٥
الناس الطيبون: لا استسلام من أجل الإنسان
متى بدأ الطب فعلا يفكر عمليا وعلميا في زراعة الأعضاء التي كانت حتى أواسط الخمسينيات ضربا من ضروب الخيال العلمي؟
نحن الآن في عام 1954م، بمدينة بوستن الأمريكية بالتحديد في مستشفى بيتر بنت بريجهام، ويرقد في غرفة العمليات بالمستشفى شخصان مخدران.
شخص نُزِعت منه كليته الصحيحة لتزرع في الآخر الذي يعاني فشلا نهائيا في وظيفة الكليتين. ولكن كيف؟
وعلم المناعة لم يتقدم بعد ليعرف ما الذي يجعل الجسد يرفض عضوا غريبا يزرع فيه. السبب لأن الشخصين المخدرين هما توأم متطابق Identical Twins ويعني هذا بمفهوم الفسيولوجيا أنهما متشابهان في كل شيء بتركيبهما النسيجي والجيني، وبالتالي لا يلاحظ الجهاز المناعي لجسد المريض المزروع فيه العضو الصحيح أن شيئا "مُريباً" قد حصل فلا يرفضه.
من ذلك اليوم وعى البيولوجيون أن نقل عضو لجسم آخر ممكن؛ فقط عليهم فهم السلوك المناعي الحيوي وإيجاد الحل ضد هيجانه وغضبه.
الآن تنجح أكثر من 80 في المائة من عمليات الزرع لخمس سنوات وأكثر نتيجة ذلك السعي العلمي الذي من أجل الإنسان لا يعرف الاستسلام.
طاب صيامكم
نجيب الزامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق