السبت، 31 ديسمبر 2016
الجمعة، 30 ديسمبر 2016
في "صدارة" لما كاد الأنصاري يقع من على كرسيه!
* في هذه المدونة أضع أعز مقالاتي على قلبي.. كلها مني، بلا رقيبٍ ولا محاسبٍ.. إلا ربي.
في "صدارة" لما كاد الأنصاري يقع من على كرسيه!
"الصدارة ليست في الأعمال التجارية والصناعية بل يجب ان تصاحبها الصدراة الإنسانية أيضا".
لو يصح الكلام أعلاه فستكون الدنيا كما تردد أمي تمطر السماءُ ليلًا، وتشرقُ الشمسُ نهارا. كل أماني محبي العمل التطوعي الذي يغير في النفوس فتغير النفوس العالم المحيط بها، والأوسع بذكاء إنساني وبمبادئ أخلاقية، يتمنون أن تعتنق الشركات التجارية والصناعية والخدمية العملَ التطوعي في أحضان ضميرها وليس بهيكل إدارتها. ولا أقصد موضوع المسؤولية الاجتماعية، فهذه مسؤولية واجبة على الشركات أما بسبب القانون أو الإجراء، والرغبة في أن يتقبل المجتمع الشركة ويقبل ما تنتج. ثم أن المسؤولية الاجتماعية تأتي بقرار فوقي من أعلى هرم التكوين الإداري بالشركة، لذا فهو ليس عملا تطوعيا ولا شبيها له بأي حال، مع أنه طبعا من الأعمال الجميلة والناصعة والمفيدة للمجتمع وللشركة معا.
التطوع لا يعدو عن هذا التعريف بأي حال:
"أن تكون في قلبك رغبة خدمة مجتمعك ونقله لواقع أفضل بأي وسيلة تستطيعها، وأي معرفة تملكها، وتقوم بها سعيدًا راغبًا من إرادتك الذاتية.. وبدون (أي) مقابل."
لذا قلت يتمنى محبو العمل التطوعي ومن يؤمنون بقوة تأثيره، والذين يوقنون أن محركي ومغيري العالم هم المبادرون المتطوعون، أن يروا شركةً بها أفرادٌ هم من أنفسهم يتجمعون لتشكيل فريق عمل تطوعي منظم، ولا تعترض الشركة على ذلك، وأقصى الأحلام أن تفرح الشركة بهذه التجمع التطوعي وتحتضنه بدون أن تتدخل بطبيعة أعماله ولا تملي عليهم إرادتها، فتدعمه وتفخر به كفخرها بما تنتجه وبقوة حجمها في السوق المحلي أو العالمي.. على أن هذا كما أقول لنفسي دوما أنه من أضغاث الأحلام.
من قال أن أضغاث الأحلام لا تتحقق؟
شجع الدكتور محمد الأنصاري العقلُ الإنساني الكبير أن نستجيب، هو وأنا، لتلبية دعوة أخينا السيد فيصل بن سعد القرون، نائب الرئيس للعلاقات العامة بشركة صدارة. وشركة "صدارة" للكيميائيات عبارة عن تحالفٍ فريدٍ بين شركتين رائدتين بعالم الصناعة، وهما أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال "داو"، اتحدتا بهدف تغيير قواعد اللعبة بمجال صناعة الكيميائيات، مجمعٌ عملاقُ من تسعةٍ وعشرين مصنعا بآخر ما وصلت له التقنية العلمية في مجال الصناعات الكيميائية، ويعتبر من الأكبر في نوعه في العالم، والأكبر أكيدًا بالشرق الأوسط والعالم العربي.
تصوّروا أمرين:
أ- الشركة رأسمالها 75 بليون ريال، مشروع من أضخم المشاريع العالمية ومسؤولية إدارتها بحجم مسؤولية إدارة دولة صغيرة.
ب- الشركة حديثة الإنشاء بدأت تمشي الآن لعامها الثالث، وما تراه على الموقع مشهد مهيب من الأدغال الصناعية من الأنابيب والمعامل وشبكات التوصيل والمعالجة والخلط وكأنك دخلت دنيا العجائب المستقبلية.
فكيف يكون عند موظفيهم بهذين الظرفين التفكير والوقت لعمل تطوعي؟ لنرى..
سألت الدكتور الأنصاري عن سبب الدعوة، قال أن السيد القروني يريدنا أن نحنقل معه بإطلاق نادي المتطوعين بالشركة والذي أتم سنتين من عمره ينتظر هذه اللحظة، ويريد المتطوعون والسيد القرون المشاركة معهم المناسبة. عجبنا، د محمد وأنا، ونتسائل:" هل الرجل جاد؟ هل يُعقل أنه يكون بالشركة من الموظفين من يبادر لنادٍ تطوعي بمعنى التطوع كما نراه ونصدق به، في خضم هذه المعمعة الكبرى من البناء والتشييد وتحديات العمل اليومي وتوظيف آلآلاف من العاملين من كل أقطار الأرض؟" وارتحنا بجواب أن الرجل متحمس أكثرمن اللازم وربما تجمع عنده نفرٌ قليل من الشباب في الشركة يخطون في هذا السهل الساحلي-الصحراوي بلا تشكل واضح. فحرصنا ألا نخيب حماستهم، ولن نخيب ثقتهم بنا.. فذهبنا.
ولما ذهبنا.. صعقنا!
بعد حفاوة الاستقبال بجلسة صغيرة مع السيد القروني والسيد سامي محمد أمين مديرالشؤون العامة في الشركة، أخبرانا أن الشباب المتطوعين من الجنسين بنادي التطوع بالشركة ينتظروننا بقاعة مبنى المعرض؟ "قاعة؟ لماذا؟" "من كثرهم عاد؟" كان تساؤلنا، وفجأة رأيت صديقي الأنصاري يكاد يقع من على مقعده، وأما أنا فكمن ضربه شهابٌ من الفضاء على أم رأسه. "
هل الرجلان يمزحان، وهل هو وقت المزح من أصله؟" ولكن.. وبكل جدية وفخر ردّا علينا:"لدينا خمسمئة متطوع.. حتى الآن." .. وبعد، حتى الآن؟!!
ذهبنا للشباب في القاعة وما رأيناه كان منظرا جعلنا نقف لا نشعر بجاذبية الأرض من تحتنا مدهوشين ونعرك أعيننا:"هل ما نراه حقيقة؟" .
غصت القاعة الكبيرة بالشباب المتطوعين الذين شكلوا النادي بإرادتهم وبتناديهم من بينهم ولأنهم من المتطوعين المطبوعين الذين تجرى هبة التطوع مع دمائهم. وعرضوا أمامنا باحترافية مهنية عالية أعمالهم التطوعية الكثيرة خلال السنتين.. وكأننا في قاعة محاضرات بجامعة فاخرة.
أمرٌ لا يصدق فعلا، ولكنه الواقع. لذا دوما أكرر، وبغير وعي أحيانا: "ألن يكف الشباب عن إدهاشي؟"
الظاهر.. لا!
أشكر صدارة ليس فقط لما تقوم به من دورٍ رئيسٍ في رفع قيمة الصناعة الكيميائية في بلدنا وفي العالم، واشكرها أكثر لإيمانها بالحس التطوعي الخالص لموظفيها ودعمها لهم، ولفخر مسؤوليها بهم..
نادي صدارة التطوعي، آهٍ لو فقط تعلمون حجم السعادة التي وهبتوها لنا.
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016
يا سميرة:"افهمي، أنت كفيفة!"
يا سميرة:"افهمي، أنت كفيفة!"
سميرة ليست بطلة مشهورة، لكنها بطلة.
سميرة ليست عبقرية مشهورة لكنها عبقرية
سميرة ليست صاحبة عزم فولاذي شهيرة، ولكنها صاحبة عزم من فولاذ.
سميرة ولدت كفيفة، واتصلت بي الاستاذة شهد من العاملات المتطوعات المجتهدات في البرنامج الجميل الذي انتشر في كل أرجاء البلاد وخارجها " على ناصية حلم" وطلبت مني تحقيق حلم سميرة بأن تتواصل معي.
ولا أدري لماذا اعتبرت سميرة أن التواصل معي حلما من أصله، فلطالما قلتُ؛" يا جماعة رقم جوالي تجدونه حتى بالبقالات".. على أني صدقت الدور ولعبت دور محقق الأحلام خصوصا وأنا عضو في "على ناصية حلم"- عضو مهمل وخامل!
الذي صار أن سميرة كلمتني فعلا.. وجاء صوتها واثقا متواصلا ومترابطا ومتسلسلا والعجيب قدرتها الذهنية واللغوية على التصوير وكأني أراقب أحداث حياتها على مسرح بإخراج محترف.. لولا أن سميرة بين كل حين وآخر تؤكد وتعيد على صفة كفيفة لاعتقدت انها ليست فقط من المبصرات بل من المبصرات الدقيقات المتعمقات بالتفاصيل.
سميرة كان حلمها منذ الطفولة التخصص باللغة الانجليزية وأن تتقنها وتكتب بها وتدرّسها وأن تستخدمها لمخاطبة العالم كله للتنبيه عن حضارتها، والجميع كانوا يقولون لها:"مستحيل يا سميرة، مستحيل، أنت كفيفة".
لم تنسى سميرة حلمها وأملها. بالمرحلة الجامعية دخلت في بداية الأمر تخصص اللغة العربية لانه كان من ضمن الاقسام المتاحة للكفيفات. وكانت سميرة تصر كل أسبوع أن تزور المسؤولات وتطالبهن بدخول تخصص الإنجليزية إلا أن إحداهن قالت لها وهي أمام مكتبها وبالإنجليزية، كتنبيه ساخر لسميرة: "ما تعرفين؟ "you are blind"- أنتِ كفيفة!"
تقول سميرة:" تلك المسؤولة هي التي لم تعرف أن فقد البصر هو الذي قادني لتجاوز الأكواب الفارغة ومواجهة التحديات واختراق الحواجز، إنها لم تعرف أنني لا أحتاج للبصر انما لعقلٍ يفكر، ولروحٍ تواقة للبحث والفهم والتعلم ورغبة جامحة لاتمنعها قوة.
في نهاية ذلك الماراثون نجحت سميرة أن تُقبل بشرط تخضع لاختبار تحويل الى قسم اللغات والترجمة تخصص لغة انجليزية. كان اختبارها بأجواء حسب سردها ذكرتني بأجواء قصة كافكا الشهيرة "اللجنة" أربع ممتحنات اختبرنها تحريريا فاجتازت بنحاح رغم ان لغتها كانت حصيلة الثانوية!
حققت سميره حلمها، بفضل من الله، ولكن واجهتها الكثير من التحديات لو قلت لكم نصفها لاشتعلت الدهشة بداخل رؤوسكم على أن المساحة خانقة، وبقيت الجملة التي قالتها سارة ترن برأسي وما زالت ترن:
"كلما تكبر التحديات أمامي، ارفع رأسي واقول لها: بما أنك أيتها التحديات في سبيلي حلمي.. فيا أهلًا وسهلًا!"
الآن تدرس سميرة الكفيفات اللغة الانحليزية في منزلها بالرياض وتنجح بذلك في براعه، وأنا ارفع رجائي لوزارة التعليم: يا إخواني استفيدوا من عبقرية وشخصية وكفاءة وقدرة سميرة بتعليم اللغة الانجليزية.. وظفوها في معاهد النور، أو يا أي وزارة وظفوها مترجمة خاصة، وستبصرون نجاحا مذهلا لفتاة غير مبصرة.
في نهاية المكالمة الذي صار.. أني أنا من تحقق حلمه!
نجيب عبدالرحمن الزامل
السبت، 24 ديسمبر 2016
كيف يُساءٓلُ العلماءُ الشرعيون؟
كيف يُساءٓلُ العلماءُ الشرعيون؟
ورد هذا التسأؤل من م. ع. البيشي؛
"الجيل الجديد المعاصر من المسلمين يواجه في حياته اليومية مواقف وأسئلة لم يعرض كثير منها للأجيال السابقة من المسلمين، فمن ينقذنا من حيرتنا؟"
لا شك أن الأجيال العصرية تواجه كثيرا من الحيرة والقلق وهم يحاولون أن يجدوا المخارج والحلول للمواقف المستجدة، وهم يحاولون بكل جهدهم أن يهتدوا لأجوبةٍ وحلولٍ تحفظ عليهم دينهم، دون أن يقلعهم ذلك من عصرهم وزمانهم.
ولا غرابة في حيرة الشباب اليوم، وأجيال ستأتي بعدهم، كما احتارت أجيالٌ جاءت قبلهم. فالدنيا تتحرك بسرعة فوق قدرة استيعابنا وإدراكاتنا في ميادين حياتية متعددة، فإننا اليوم بعالم غير الذي نمنا عنه بالأمس، وغير الذي سنصحو عليه في الغد.
أشكال العلاقات ونظم المجتمعات والمعاملات التي لم تكن معلومة في صدر الإسلام، ولا في زمن الأئمة أصحاب المذاهب تقتحم على الجيل الحاضر حياته مع الحدود المفتوحة على كل الشعوب والحضارات والفنون والتقنية ووسائل الاتصال.
وفي غيبة الأجوبة المقنعة ستكون الأجيال بين موقفين لا ثالث لهما:
الأول: أما أن يرفضوا كل هذا الجديد ويعلنوا مقاطعته إيثارا للسلامة وابتعادًا عن الشبهات، فتتحرك الدنيا وهم واقفون، وتتقدم الشعوب وهم جامدون. فتنتقل القدرة من الأيدي المؤمنة إلى إيادٍ أخرى لا تؤمن بما تؤمن به أجيال المسلمين
الثاني: وأما أن يغامروا بدينهم فيقبلوا كل جديد بعلاّته، ويخوضوا بلا تحفظٍ مع الخائضين، فينخلعوا، وهم لا يشعرون، من كثيرٍ مما جاء الاسلام ليعلنه ويثبته ويحافظ عليه.
وكلا الموقفين لا يرضي عنهما الله ولا يرضى بهما المؤمنون، فأحكام الإسلام وشريعته هي أوامر الله التي أوجب إقامتها. وتتطور الحياة وتغيرها وتقلبها باختلاف الزمان هي من سُنن الله، ومن الاستحالة أن يصادم شرعُ الله سُنّةٓ الله.
علي أن شرح المنطق الحقاني في مسألة الاجتهاد حسب فهمي، وهو أن يتصدى العلماء الشرعيون لكل موقف أو ظرف أو نظام مستحدث بأن يقيسوه على مبادئ الإسلام ونصوصه ومقاصده العامة فيُرفض أو يُقبل. وما لم يشهد له شاهد من النصوص ولم يصطدم بأيٍّ منها، يُترك على الإباحة الأصلية التي تشير إليها الآيات:"وقد فصل لكم ما حرم عليكم" وقوله تعالى:"وأحلّ لكم ما وراء ذلك". فإن شاء الناس أخذوا به أو تركوه بما تمليه عليهم مصالحهم.
ولا إثم عليهم ولا حرج.
يقول ابن القيم في "مقدمة الطرق الحكيمة": ( والذي أحدث لهم ذلك- أي العجز عن الاجتهاد- نوع من التعقيد في معرفة الحق ومعرفة الواقع وتنزيل أحدهما عن الآخر)
فإذا كانت معرفة الوقائع عسيرة في عهد ابن القيم المتوفى بنهاية القرن الثامن الهجري فهي بالأكيد أشد عسرًا في زماننا الحاضر.
وهذا ما يجعلنا نطرح قضية الاجتهاد والفتوى بأنها لا يمكن أن تخرج بكل الصحة من الفرد الواحد أو العقليات والمعارف المتشابهة بل صار من الضروري أن يتظافر معها علماء الإحصاء والمجتمع والاتصال والاقتصاد والطب ومختلف العلوم المتصلة بأي نوع من اجتهاد وفتوى.
هذا ما نطلبه ونرجوه من علمائنا الشرعيين الذين نحبهم ونجلهم ونرفع مكانهم حيث أمرنا وأدبنا الإسلام.
والإمام ابن مالك يقول: " أن العلماءٓ يساؤلون يوم القيامة عمّا يُساءٓل عنه الأنبياء".
رسالة_لابنتي (٥٢)
رسالة_لابنتي (٥٢)
كنت أحدثك عن التوازن في الحياة حبيبة قلبي، وأن العالم قائم بروحه وجوهره على القانون الرياضي. كل الكون بأجرامه وسدُمه ونجومه ومجراته، كل ما يجري على كوكبنا من أشراقة الشمس حتى إشراقاتها التالية قائمة على إيقاع رياضي لا يحيد في نظم نقطة التوازن، لذا أسمي الرياضيات الفلسفة النبيلة.
حتى تستقيم حياتك عليك أن تعرفي حبيبتي أن تمشي مثل لاعب السيرك الذي يسير على حبل حاملًا عصا التوازن حتى لا يقع من شاهقٍ يميناً او شمالا.
نحن بهذا الحياة نسقط في القاع لما نفقد التوازن، ونستمر في المضي وتجاوز العقبات وتسجيل النجاحات لما نكون متوازنين بمشاعرنا وسلوكياتنا وآرائنا وفي ما نطلبه من مباهج الحياة.
التوازن هو الحاضن الحقيقي للسعادة حبيبتي، فأنت إن بالغت بمشاعرك يميناً أو شمالا عرّضتِ نفسك للسقوط.
إن أنتِ بالغتِ بالجدية أو بالغت بالتواكل تعرضين نفسك للفشل، تصاب عضلاتنا بالتمزق إن أرهقناها بجرعات نشاط جائرة، وستصاب بالترهّل إن جمدنا عن الحركة. إذن، السعادة بالحياة يا ملكة القلب.. هي ألا يسقط منا عصا التوازن ونحن نسير على حبل الحياة.
ولا تنسي أني أحبك 💌
بابا
الجمعة، 16 ديسمبر 2016
*رسالة لابنتي - (٥١)
وصلني حزنك حبيبتي لما رأيت فتاة حلبية بعمرك وهي تبكي قبل ترك بيتها الخراب المعدوم ولم يبق لها أحد من أهلها، وحزنك تضاعف لبقائها وحيدة بعالم شرس. وتسأليني كيف يمكن أن تسامحي نفسك إن ضحكتِ أو سعدتِ؟
بنتي: قلبي بكى معك من وصفك لتلك البنت الحلبية، وأمرٌ طبيعي أن تشعري بالحزن عليها. والحزن حبيبتي يجعلنا واعين للنعمة التي بين أيادينا، ومدى العذاب الذي يعانيه المقهورون المحرومون. والحزن لا يمنع الحياة وردود افعالنا لما يواجهنا يوميا من ترٓحٍ وفرح، كما أنه لا يقيّدنا عن العمل من أجل المقهورين المحزونين.
ولكن إياك والحزن الأسود حبيبتي الذي يقود للكآبة. فللكآبة مرض ينزلق الانسان فيه للظلام والعجز، فيمنع القدرة، ويحد من الاستطاعة، ويشلُّ الملـٓكـٓات.
الآن اجعلي هذا الحزن طاقة تحرك آلة الخير بك لمساعدة من هم أقل حظًا، وأردى واقعًا.
واقتراح.. ابحثي عن هذه الفتاة.. فمن يدري؟!
ولا تنسي أني أحبك💌
بابا
الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016
خالد وأرامكو ماذا عملتما؟
خالد وأرامكو ماذا عملتما؟
هذه المدرسة ليست مثل المدارس الأخرى، هذه المدرسة بقعة مضيئة في نهج تعليمنا الكامل الذي شابته وتشوبه الكثير من الانتقادات ويعتريه نقص حركي عصري نعلمه جميعا، وبدأنا، وهذا أمرٌ يدعو للتفاؤل ويحمل مؤشرًا مبشرًا، بالنقاش الصريح والمفتوح في المسألة التعليمية في البلاد.
مدارس الظهران الأهلية مدرسة يحلم بها المعلمون الذين يريدون بيئة يقدمون فيها أفضل ما لديهم، ويتطورون بها. هي حلم مدير أي مدرسة يمكن أن تكون لديه ماكنة علمية حسنة الصنع ليشغلها بأفضل الطرق التي تعلمها واكتسبها وتتسع قدراته ويستشف مداخل واضحة ومشرقة لصناعة علمية متقدمة. وهي حلم الأهالي..
أعطني مدرسة جيدة وخذ أمة ناهضة، قول لا يعترض غليه اثنان.
مدرسة الظهران الأهلية فخر المدارس، والمنطقة الشرقية تحتفي بها كمؤشر على الاستطاعة في أي مجال نريد جادين أن نيرع بِه.
أربعون عاما مرت على هذا المدرسة تنمو كل سنة بعلم جديد، بخبرة تصنع الجديد، وتخرج أجيالا مهمتها الأولى المقدرة على التجدد والتجديد. ولو تسنى لكم زيارة معرض المدرسة في الدوحة بالظهران ستجدون حسن العرض الذي يكشف عن الحقبات العلمية التقدمية المفصلية في عمر هذه المدرسة التي صارت أيقونة يفخر بها عاملوها وخريجوها.
خلال هذه العقود الأربعة أثرت هذه المدرسة وغيرت في العالم، وإني أقول ذلك حرفيا. فمنها خرج تلاميذ غيروا بيئتهم المحيطة للأفضل في مجالات العمل والتجارة والوظيفة والإبداعات والنجاحات الفردية في المنطقة وفي البلاد وفي العالم، فأحد خريجيها من أفضل أطباء القلب في العالم، وواحد يعمل حاليا مستشارا لرئيس وزراء كندا.
والجانب الآخر من القصة هي الجرأة على الحلم فهذه المدرسة التي بدأت من أربعة عقود كانت حلما في ذهن فتى بأول عمره آنذاك وهو رجل العلم والأعمال خالد التركي مع جمع من الحالمين أمثاله، ثم هو عمل مشرق لأرامكو في نظرتها الاجتماعية حيث ساهمت فيما بعد في إكمال مشروع واحدة من أشهر وأهم المدارس في المملكة.
المدرسة التي بدأت في بيوت خشبية حول أراضي السكة الحديد صارت مبنى عصريا معماريا أنموذجيا. ولكن شيئا واحدا لم يتغير بها؛ هي روح البداية التي ما زالت وقود تفوق مدرسة الظهران الأهلية وتنير لها الطريق
نجيب عبدالرحمن الزامل
الأحد، 11 ديسمبر 2016
الجرأة التي صنعت العالم كما نراه
الجرأة التي صنعت العالم كما نراه
سأجيب على بعض الأسئلة التي تراكمت لدي، وأخذتني الظروف عن الإجابة عليها في حينها، كالعادة في حسابي بالتوتر عن طريق #رشقات_معرفية. والبعض الآخر الذي يتطلب إسهابا أكثر عن طريق مقالات صغيرة مثل هذه الذي أجيب فيها على تساؤل الدكتورة رحاب من البحرين، والتي تقول فيه:
"تناقل متابعوك قولك في برنامج تلفزيوني: "لا يصنع العالم إلا الحالمون". وبما أني اخصائية في تسجيل وتحليل الأحلام ضمن العلاج العصبي الدماغي فآمل ان تصور لي معنى الحلم والحالمين برأيك، وأعرف ماذا تقصد بالأحلام وربما هي الطموحات والآمال، وليس ما يقع في حقل تخصصي العلمي والعملي."
الإجابة:
أشكرك يا دكتورة رحاب على إبعادنا عن التحليل السيكاتري وحقل المخ والأعصاب لأتحدث لك، في رأيي، عن الحلم بمعناه الإنساني الصرف.
إني أرى الحلمٓ د. رحاب يجب ألا يكون "واقعيًّا" وليس كما يتردد عند من يسمون نفسهم بالواقعيين أن يكون الحلمُ واقعيًّا.
لماذا؟
لأن الواقعٓ هو ما عرفناه مسبقًا ونعيشه حاضرًا. مهمة الحلم، أو الحالم بشكلٍ أدق هي مثل اكتشاف أرضٍ لم نكن نعرفها من قبل، أو طموح لم يسبق لنا حتى تخيله، أو بُعْدٍ كنا نظنّ بعدم وجوده، أو لم نتصور حتى إمكانية وجوده. ثم بعد أن يتحقق الاكتشاف، ويتم الوصول للطموح، وإثبات البُعد الذي لم نعِ بإمكانية وجودة، تنتقل كلها من حيّز الأحلام التي تجرأت على كشف سجف ما وراء الواقع، إلى منطقة الواقع المُعاش والمُدرك والمعروف، ثم يصبح شأنًا "واقعيا" اعتياديا لنا ولأجيالٍ من بعدنا.
وهذا يعني يا دكتورة - وكأنها الفوضى المنتظمة- لا يتحقق الواقع بالواقع.. بل يتحقق الواقع بنقيضه!
وترين يا دكتورة، الحالمون هم من يغيرون العالم، فتغيير أي واقعٍ كَبُرٓ أو صغُر هو تغيير في العالم حرفيًا.
الحالمون، لأن واقعًا ما لم يرضهم، عملوا بخيالهم -
وأريد التنبيه أن لا خلط هنا فالحلم الذي اقصده هو حلم اليقظة المبدع والخلاق أي الخيال- على إيجاد أو صنع وقائع جديدة لم تكن موجودة إلا في أحلامهم، وهذه الأعمال كي تكون واقعيا حيّا يراه ويلمسه الجميع ويستفيدون منه، لا يأتي إلا بالطرق الصعبة الشاقة وبتسلق مزالق شاهقة الارتفاع وأحيانًا بأدوات ناقصة ربما ليست موجودة في الصعود العادي للجبال، وهذا يتطلب مقدرة خارقة على الصبر والجهد والعرق..
وكثير كثير من الإيمان بأحلامهم.
إن كامل الحضارة الإنسانية انتقلت من واقعها الأول إلى موقعها المتقدم بأمر الله بفضل المخترعين والمكتشفين والمصلحين من الأنبياء والرسل، إلى المصلحين الاجتماعيين والسياسيين والدينيين.
كل ما تم من إدهاشات في المدنية الإنسانية بسبب امرأةٍ جرّأت أن تحلم، أو رجلٍ جرأ أن يحلم.
نجيب عبدالرحمن الزامل
الجمعة، 9 ديسمبر 2016
رسالة لابنتي
*رسالة_لابنتي (٥٠)
حبيبتي هذه الرسالة الخمسون، ودعينا يا ملكة القلب نحتفي بها معا بموضوع مهم، وهو التصلب بالرأي.
أتؤمنين بقوة الجاذبية حبيبتي؟ نعم! وأنا كذلك. لكن تعالي نرصدها بالفيزياء البحتة عند كبار عقولها. الجاذبية أمر حتمي لا يقبل جدالا منذ نيوتن حتى أتي أينشتاين في ١٩٠٧ و١٩١٥م وغير مفهوم العلم للجاذبية، فلم تعد قوة بل تمويها للمسافة والزمن. وبالعام ١٩٨٢ دخلنا كشفًا غيّر إدراكنا مع الجاذبية بحركتها في حيّز ضيق مجهري، والنتيجة لم يستوعبها العقل بعد) أهي حقيقة؟ أم محض توهم؟.. وظهر علم الكوانتم.أترين حبيبتي؟ من كان يشك بالجاذبية؟ لذا فإن العالِمٓ متأكد من رأيه.. ثم يقول لكني لست متأكدٌ تمامًا. أما المتعالم والجاهل والمتعصب هو من يرى أن رأيه هو الحق الأوحد.
.. الآن عرفت حبيبتي أن لا تتعصبي لرأيٍ، فلا صحيح مطلق ولا خطأ مطلق على الأرض.
أنا منجذب إليك يا أفضل ما حصل لي، ولا تنسي أني أحبك💌
الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016
أيها الخليجيون.. من أنتم؟
أيها الخليجيون.. من أنتم؟
.. لعلي أستعير هذا التساؤل الشهير من الراحل القذافي والذي تدواله الناس في العالم العربي طويلا بمناسبة وبلا مناسبة.
وأسأل: من أنتم أيها الخليجيون؟
أنا في هذه اللحظة متساوٍ في مقعدي في مكان جميل بمملكة البحرين. ولي بها مقر وأهل وأصدقاء، كما لي بالكويت أهل وأحبة وأصدقاء، وكما لي بقطر أهل وأصدقاء، ولي في الإمارات أهل وأصدقاء، ولي في عمان أهل وأصدقاء.. وهذا ليس حالي، إنما أنا من آلاف مؤلفة بنفس الظرف والوضع.
أكتب من البحرين متساويا كما أسلفت، وهذا يعني التلقائية والراحة والألفة مع الأرض ومع الناس شكلا وطبعا وكلاما تماما كما أكتب بالدمام أو الرياض أو تبوك أو جدة، لا فرق.
اذن. دعوني أقول لكم من أنتم أيها الخليجيون، برأيي.
أنتم مجموعة من الناس، أو من الشعوب إن شئتم، فريدون ولا يوجد شعوب مثلكم أبدا على الكوكب. وأعني بفريدين ليس إدعاء بأنكم أفضل الشعوب، فليس على رؤوسكم ريشة، فأنتم بشر حالكم مثل أي بشري في الدنيا.
طيب، إذن، ما سر فرادتكم؟ أقول لكم:
أنتم الشعوب الوحيدة التي اتفقنا ووافقنا واتفق العالم أن ننسب جميعا لبحر، فكلنا ننسب لهذا الخليج الذي يشمل مع البحر الأحمر تكوينا واضحا لخارطة العالم، بلا هذين البحرين يتراكب العالم قارات وألواح عظمى بلا لمسة التصميم الجمالي لشكل الجزيرة العربية.
ثم أنكم يا شعوب الخليج الشعوب الوحيدة الموزعة على عدة دول، وفي خارج بلدانكم لا يعرف العالم لأي دولة تنتسبون، فالشكل واحد، والطبائع واحدة، والتقاليد والأعراف والدين واللهجة واحدة، كأنكم أيها الخليجيون شعب واحد ثم توزع هذا الشعب الواحد، وهذه هي الحالة الأنثروبولجية المتشابهة تماما، بالمسطرة والفرجار.
الآن أرى أعلام دول المجلس ترفرف حولي، وأتساءل: هذه هي الدورة السابعة والثلاثين، سبعة وثلاثون سنة لم نتفق حتى الآن على سكة حديد واحدة، على تعرفة جمركية مفتوحة واحدة، ولا على نقد واحد.. ولا ننكر أن قلبنا الذي ينبض بدم واحد يدور بدماغ تفتت مآربه ومشاربه وسياسته اعتقادا من كل دولة أنها كما يشرح المثل الشعبي تقرب النار لقرص خبرتها.
في البحرين ومن البحرين للضرورة الجيوسياسية والأخطار الرابضة علينا وحولنا وغرقنا وجب أن نتحد سياسيا واقتصاديا ودفاعيا، وأن يكون بين الحكام كبيرا يحتكمون ويعودون إليه ويزنون آراءه.
المصريون يقولون اللي مالوش كبير يدوّر له على الكبير.
نعم، حتى القادة يحتاجون كبيرا.
نجيب عبدالرحمن الزامل
الاثنين، 5 ديسمبر 2016
صّوْن.. والصديقتان
صّوْن.. والصديقتان
.. بدأت من اسبوع زيارة من يدعونني من أصحاب الأعمال الاجتماعية المتميزة التي تصب في خدمة الناس، وتساهم في رفع أداء المجتع.. ويأتي هذا الاهتمام لأني أومن أن الظروف الصعبة تولد أفكارا خلاقة تجعل من الشدائد أكبر محفزٍ للعقل لكي يمارس وظيفته الأساس: الذكاء!
ونحن كبقية العالم نمر في انعطافات اقتصادية وظرفية نقلت مجتمعنا لمواجهة مواقف تغيرت عن السابق، فقلت الدخول، وضاقت مسائل المعاش اليومي. كثيرون للأسف يستسلمون لموجة الظروف الصعبة ويجعلونها تجرفهم معها، وقليلون يؤمنون أن الله لم يتركنا عُزَّلًا أمام ظروف وتقلبات وتحديات الحياة، لأن لدينا أقوى سلاح في الكون.. العقل البشري.
حزمت نفسي وعزمت أن ألبي دعوة أي فريق اجتماعي يقوم بعمل ابداعي منتج وواضح ويملك دلائل وقياسات منتجاته على أرض الواقع. أو حتى تلبية دعوة من يوصيني بأحد الفرق.. وهذا ما كان مع الفرقة، أو المجموعة، التي أود بحب وفحر أن أحدثكم عنهم اليوم وهم يطلقون على فريقهم اسم "صَوْن".
ماذا تعني صون؟ كنت أتساءل منذ سمعت عن الاسم الذي رنّ بإيقاعٍ جميل بأذني، وزاد فضولي أن أعرف أكثر عما يخفي هذه العنوان وراءه. زوّدني من أوصاني بزيارتهم برقم هاتف الأستاذة أريج العقل. وتمت المفاهمة معها للزيارة. كان وقتي ذاك اليوم مزحومًا ولم تمانع أريج مع فريقها من انتظاري حتى وقت متأخر عن ساعات عملهم اليومية.
أريج العقل شابة صاحبة خبرة عميقة لسنوات في العمل المصرفي، وبالذات في أدق الأعمال وأكثرها حيوية وأهمية..ومصيرية، وهي إدارة محافظ العملاء الكبار استثماريا، وهذا يتطلب عقلاً شديدَ اليقظة، سريعَ اللياقة، بذكاءٍ برْقي، وبديهة حاضرة سريعة، فحركة المال لا تقف لحظة واحدة محليا وعالميا ليل نهار، سبعة ايام في الأسبوع.. فلا معنى لإجازة ولا راحة مخافة أن تلمع فرصة فتختفي في لحظات عبر هذا البحر الفوار من توظيف الأموال ونقلها وتوزيعها قطفا لرحيق الأرباح.
قررت أريج العقل أن تخرج من العمل المصرفي لأسباب تخصها، إلا أن أهم سبب هو ما كان دوما أملا يراود أحلامها بأن توظف قدراتها الاستثنائية- وأنا أعني الاستثنائية حرفيا- لخدمة مجتمعها، خصوصا في هذه الممر الصعب الذي نسير به حاليا في شح الدخول، وضغط مطالب الحياة.
قررت أريج أن تضع خبراتها العريضة أمام الأسر من الطبقة المتوسطة وهم صاروا الآن المستهدفين منها لإصلاح أحوالهم المالية. ولكن المقاصد الطيبة لا تكفي، فهي تحتاج للدعم المالي بالتأكيد؛ ولم يكن ذلك صعبا على أريج، فصديقتها تحمل نفس الآمال والأهداف في نفع الناس فدخلت معها ليتحقق الحلم ويصبح واقعا مشرقا، تلك الصديقة هي الأستاذة خلود الراجحي، وهي قلبٌ طيب، وعقلٌ وهاج، بخبرة عملية. فشكلتا الإثنتان فريقاً أنموذجيًا لتحقيق ما يصبوان إليه.
فريق صون شابات وشباب متطوعين، فقد قابلت مثلا الأخ صالح الشيحة وهو محاضر في جامعة الإمام بالرياض ويقدم خدماته تطوعيا مع مستشارين آخرين. وفعلا نجح فريق صون بمهته مع أُسَرٍ وافرادٍ من الفئة الوسطى، ونقل أحوالهم المالية من القروض والخسارة إلى الاكتفاء والتوفير، بل حتى فتح قنوات استثمارية لهم. والذي حصل جانبيًا وهو الأهم زرع السعادة والوئام في بيوت تلك العائلات..
لن أطيل فإنجازاتهم طويلة.. فتعرفوا أنتم عليهم.
نجيب عبدالرحمن الزامل
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)