الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

أيها الخليجيون.. من أنتم؟

             أيها الخليجيون.. من أنتم؟

.. لعلي أستعير هذا التساؤل الشهير من الراحل القذافي والذي تدواله الناس في العالم العربي طويلا بمناسبة وبلا مناسبة.

وأسأل: من أنتم أيها الخليجيون؟


أنا في هذه اللحظة متساوٍ في مقعدي في مكان جميل بمملكة البحرين. ولي بها مقر وأهل وأصدقاء، كما لي بالكويت أهل وأحبة وأصدقاء، وكما لي بقطر أهل وأصدقاء، ولي في الإمارات أهل وأصدقاء، ولي في عمان أهل وأصدقاء.. وهذا ليس حالي، إنما أنا من آلاف مؤلفة بنفس الظرف والوضع.


أكتب من البحرين متساويا كما أسلفت، وهذا يعني التلقائية والراحة والألفة مع الأرض ومع الناس شكلا وطبعا وكلاما تماما كما أكتب بالدمام أو الرياض أو تبوك أو جدة، لا فرق. 


اذن. دعوني أقول لكم من أنتم أيها الخليجيون، برأيي.

أنتم مجموعة من الناس، أو من الشعوب إن شئتم، فريدون ولا يوجد شعوب مثلكم أبدا على الكوكب. وأعني بفريدين ليس إدعاء بأنكم أفضل الشعوب، فليس على رؤوسكم ريشة، فأنتم بشر حالكم مثل أي بشري في الدنيا.


طيب، إذن، ما سر فرادتكم؟ أقول لكم:

أنتم الشعوب الوحيدة التي اتفقنا ووافقنا واتفق العالم أن ننسب جميعا لبحر، فكلنا ننسب لهذا الخليج الذي يشمل مع البحر الأحمر تكوينا واضحا لخارطة العالم، بلا هذين البحرين يتراكب العالم قارات وألواح عظمى بلا لمسة التصميم الجمالي لشكل الجزيرة العربية.

ثم أنكم يا شعوب الخليج الشعوب الوحيدة الموزعة على عدة دول، وفي خارج بلدانكم لا يعرف العالم لأي دولة تنتسبون، فالشكل واحد، والطبائع واحدة، والتقاليد والأعراف والدين واللهجة واحدة، كأنكم أيها الخليجيون شعب واحد ثم توزع هذا الشعب الواحد، وهذه هي الحالة الأنثروبولجية المتشابهة تماما، بالمسطرة والفرجار.


الآن أرى أعلام دول المجلس ترفرف حولي، وأتساءل: هذه هي الدورة السابعة والثلاثين، سبعة وثلاثون سنة لم نتفق حتى الآن على سكة حديد واحدة، على تعرفة جمركية مفتوحة واحدة، ولا على نقد واحد.. ولا ننكر أن قلبنا الذي ينبض بدم واحد يدور بدماغ تفتت مآربه ومشاربه وسياسته اعتقادا من كل دولة أنها كما يشرح المثل الشعبي تقرب النار لقرص خبرتها. 


في البحرين ومن البحرين للضرورة الجيوسياسية والأخطار الرابضة علينا وحولنا وغرقنا وجب أن نتحد سياسيا واقتصاديا ودفاعيا، وأن يكون بين الحكام كبيرا يحتكمون ويعودون إليه ويزنون آراءه.


المصريون يقولون اللي مالوش كبير يدوّر له على الكبير.

نعم، حتى القادة يحتاجون كبيرا.



نجيب عبدالرحمن الزامل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق