*رسالة لابنتي - (٥١)
وصلني حزنك حبيبتي لما رأيت فتاة حلبية بعمرك وهي تبكي قبل ترك بيتها الخراب المعدوم ولم يبق لها أحد من أهلها، وحزنك تضاعف لبقائها وحيدة بعالم شرس. وتسأليني كيف يمكن أن تسامحي نفسك إن ضحكتِ أو سعدتِ؟
بنتي: قلبي بكى معك من وصفك لتلك البنت الحلبية، وأمرٌ طبيعي أن تشعري بالحزن عليها. والحزن حبيبتي يجعلنا واعين للنعمة التي بين أيادينا، ومدى العذاب الذي يعانيه المقهورون المحرومون. والحزن لا يمنع الحياة وردود افعالنا لما يواجهنا يوميا من ترٓحٍ وفرح، كما أنه لا يقيّدنا عن العمل من أجل المقهورين المحزونين.
ولكن إياك والحزن الأسود حبيبتي الذي يقود للكآبة. فللكآبة مرض ينزلق الانسان فيه للظلام والعجز، فيمنع القدرة، ويحد من الاستطاعة، ويشلُّ الملـٓكـٓات.
الآن اجعلي هذا الحزن طاقة تحرك آلة الخير بك لمساعدة من هم أقل حظًا، وأردى واقعًا.
واقتراح.. ابحثي عن هذه الفتاة.. فمن يدري؟!
ولا تنسي أني أحبك💌
بابا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق